احتشد مئات الآلاف من الثوار والمواطنين بميدان التحرير، أمس، فى مليونية «الإنقاذ الوطنى»، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، فيما تواصلت المواجهات على الجبهة الاستراتيجية فى شارع محمد محمود بين الأمن والمتظاهرين، وسط إدانات دولية واسعة للعنف المفرط واستخدام الأسلحة المحرمة فى مواجهة المحتجين.
وعلى النقيض من حشود جمعة الغضب فى ٢٨ يناير الماضى، غابت جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد تماماً، فيما شاركت التيارات الثورية والليبرالية والسلفية بكثافة، مدعومة بمسيرات من طلاب المدارس الثانوية والجامعات والأقباط، وأغلقت الشرطة العسكرية جميع المداخل المؤدية إلى وزارة الداخلية بالأسلاك الشائكة، وتحول ميدان التحرير إلى مستشفى ميدانى واسع لعلاج المصابين بطلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع، الذين كانوا ينتقلون إليه من مواقع الاشتباكات، كما امتدت المواجهات إلى ميدان باب اللوق الذى انتقل إليه عدد من المتظاهرين لتخفيف الضغط عن زملائهم فى جبهة «محمد محمود».
كانت وزارة الصحة أعلنت ارتفاع حصيلة الشهداء إلى ٢٨، وقالت إن العدد مرشح للزيادة بسبب وجود حالات حرجة بين المصابين.
وكشفت مصادر داخل اجتماع القوى السياسية بالفريق سامى عنان، نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عن اتفاق القوى السياسية على إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها. وقالت المصادر لـ«المصرى اليوم» إنه تم الاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية قبل ٣٠ يونيو ٢٠١٢. وأشارت إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطنى تعمل على تحقيق أهداف ثورة ٢٥ يناير. كما تم الاتفاق على الوقف الفورى للعنف فى ميدان التحرير والميادين المختلفة، بالإضافة إلى «كفالة حق التظاهر والاعتصام السلمى».
وأكدت المصادر أن المجلس العسكرى وافق على إجراء استفتاء شعبى على عودة الجيش إلى ثكناته، كما أشارت إلى أن الاجتماع انتهى إلى ضرورة الإفراج الفورى عن جميع المعتقلين فى الأحداث الأخيرة.
كانت الأحزاب المجتمعة أكدت ضرورة إجراء الانتخابات فى موعدها، واختلفت حول قبول المجلس العسكرى استقالة حكومة الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء. وقالت المصادر إن المجلس العسكرى سيقبل استقالة حكومة «شرف» مع الإبقاء على بعض الوجوه داخل الحكومة.
كان الاجتماع قد شهد حضور قيادات أحزاب الوفد والحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفى، والبناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، ولم يتم توجيه الدعوة لحزب الأصالة السلفى، فيما غاب الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، عن الاجتماع.
وقررت الجماعة الإسلامية، وحزبا «النور» السلفى و«التحرير» الصوفى، الانضمام إلى المعتصمين بالميدان لحين تحقيق مطالب الثورة، فيما طالبت أحزاب التجمع والجبهة والوسط والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والجمعية الوطنية للتغيير، بالبدء فوراً فى مشاورات تشكيل حكومة إنقاذ وطنى.
وقررت النيابة العامة احتجاز ٣ أمريكيين ألقى القبض عليهم فى الميدان، لاتهامهم بإلقاء مولوتوف على الشرطة، وأخلت سبيل ٥٩ من المتظاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق